كتب داني حداد في موقع mtv:
بدّدت الحرب الدائرة في لبنان أحلاماً رئاسيّة وعزّزت أخرى. ما يخرج من مواقف تُنقَل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري يعيد خلط الأوراق ويوحي بأنّ الرئاسة باتت أقرب من أيّ وقتٍ سابق، وقد أوشكنا على دخول العام الثالث من الشغور الرئاسي.
وقف أمس في عين التينة كلٌّ من نبيه بري ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط. ثلاث شخصيّات من ثلاث طوائف، مع غيابٍ تامّ للمكوّن المسيحي. يقف سمير جعجع ملتزماً بما سبق أن أعلنه قبل اندلاع الحرب: على رئيس المجلس أن يدعو الى جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس. أمّا جبران باسيل فيحاول أن يلعب في الوقت الضائع بين الغارات المتنقّلة والتسوية.
فقد تطرّق باسيل، أثناء لقائه مع بري يوم الثلاثاء، الى الملف الرئاسي طارحاً فكرة السعي إلى إيصال مرشّح “من فريقنا”، ويقصد بذلك مرشّحاً حليفاً للثنائي الشيعي، بعد أن باتت حظوظ سليمان فرنجيّة معدومة نتيجة إعلان بري التراجع عن دعم مرشّح تحدٍّ.
سمع باسيل من بري عبارة: “احكي مع فرنجيّة واعطوني إسم”. هي محاولة من بري لرمي الكرة في ملعب الآخرين، هو المنشغل، على مدار الساعة، بما يجري في الجنوب الذي يراه، وقد ساهم في بنائه، يُدمّر في حربٍ لم يتحمّس لها يوماً.
وتشير المعلومات الى أنّ باسيل كلّف النائب نقولا صحناوي بلقاء النائب طوني فرنجيّة، حيث طرح عليه في لقائهما أمس فكرة الاتفاق على مرشّح “من فريقنا”، من دون الدخول في لعبة الأسماء، ولو أنّ باسيل يدعم وصول العميد جورج خوري، ويهدف لقطع الطريق أمام وصول العماد جوزيف عون.
وتبدو محاولة باسيل إيصال مرشّح مدعوم من “الثنائي” متعثّرة، خصوصاً أنّ نتائج الحرب الدائرة ستترك بصماتها على الملف الرئاسي التي تبدو فرنسا الوحيدة المتمسّكة بإيجاد حلٍّ سريعٍ له، بينما تمنح الولايات المتحدة الأميركيّة الأولويّة المطلقة لملفّ الجنوب والحدود مع إسرائيل.
وتجدر الإشارة الى أنّ رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة ليس في وارد الدخول مع باسيل في أيّ “ديل”، بل هو سيعمل على دعم أيّ اسمٍ يرفضه رئيس التيّار الوطني الحر.
قد يكون الكلام المتصاعد عن الرئاسة مستغرباً في وقتٍ تنام هذه الجمهوريّة الحزينة على غارةٍ لتصحو على أخرى. ولكن، بات واضحاً أنّ الحرب أعادت خلط الأوراق الرئاسيّة وأرغمت بعض القوى على تخفيض سقف شروطهم ما سيسمح، فور التوصّل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار، بانتخاب رئيسٍ يكون جزءاً من التسوية المنتظرة.