كتبت صحيفة “الشرق” تقول:
في مقابل اصرار اميركي- أوروبي على التوصل الى هدنة بين حزب الله واسرائيل، يصرّ رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو على اقتراف المزيد من الاجرام واطلاق العنان لآلته العسكرية وغاراته المجنونة واستهدافاته اللامتناهية للبنان لا سيما جنوبه وبقاعه المُزنرين بالحديد والنار، ولا يكتفي بمئات الشهداء والاف الجرحى المنضمين الى عشرات الاف الشهداء في غزة ليروي غليله الوحشي بل يستعد لتوغل بري عبر استقدام تعزيزات كبيرة الى حدوده الشمالية.
وعلى رغم جنون الميدان وغاراته، لم تتلاش الجهود الديبلوماسية بل استمرت ولو بآمال ضعيفة وخشية من تكرار سيناريو مفاوضات غزة. موقع “أكسيوس” نقل عن مسؤول أميركي، قوله إن “بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأخير لم يرفض المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة”، لوقف إطلاق النار في لبنان مؤقتًا مع استمرار توسيع العدوان الجوي الإسرائيلي على الجنوب والبقاع. وكشف المسؤول أن “مقترح وقف إطلاق النار في لبنان لا يزال مطروحا وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تواصل العمل عليه”، مضيفًا “الولايات المتحدة ستواصل الضغط على إسرائيل لتجنب غزو بري للبنان”.
غارة الضاحية
وامس، استهدف الطيران الاسرائيلي الضاحية الجنوبية بسلسلة من الغارات العنيفة هي الأعنف منذ 7 تشرين، وقد سُمع صداها في أرجاء العاصمة بيروت والمناطق المجاورة.
وأعلن الجيش الاسرائيلي مهاجمة المقر الرئيسي لـ”حزب الله” في الضاحية الجنوبية، واستخدم في الهجوم عشرة صواريخ منطقة العاملية في حارة حريك، وأبرزت فيديوات من شهود عيان حجم انفجارات هائلة في مكان الغارة.
وفيما اعلنت وسائل إعلام إسرائيلية ان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله هو المستهدف بالغارات الإسرائيلية.
اكدت “هآرتس” لاحقا ان هدف الضربة الإسرائيلية في بيروت هو الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي نجا من محاولة الإغتيال.
كما اكدت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن مصادر أمنية أن “حسن نصرالله في مكان آمن وما تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية غير صحيح”.
نقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن مصدر مقرب من “حزب الله”، أن “الأمين العام للحزب حسن نصرالله بخير”.
وفيما قال مسؤول أمني إيراني كبير لـ”رويترز” ان طهران تتحقق من وضع نصرالله، اكد مصدر مقرب من حزب الله لرويترز: نصرالله على قيد الحياة.
وفي المقابل، تحدثت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن إصابة حسن نصرالله في الغارة الإسرائيلية على الضاحية.
بيان جديد
وامس وعلى وقع استمرار التصعيد الميداني واستهداف قرى الجنوب والبقاع بوتيرة مكثفة، طالب بيان دولي جديد بوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية فورًا لأنه “لا يمكن التفاوض تحت النار”. واكد بيان مشترك عن دولة قطر وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والسعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الاميركية أن “حان الوقت لإبرام تسوية ديبلوماسية تمكّن المدنيين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان”، معتبرا أن “الديبلوماسية لا يمكن أن تنجح في خضّم تصعيد هذا الصراع”.
اجتماعات ميقاتي
وفي نيويورك، واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لقاءاته الديبلوماسية المكثفة في اطار العمل على وقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان. وفي هذا الاطار، عقد اجتماعا مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش وتم البحث في أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 ومساهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” في الحفاظ على الاستقرار.