كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: يواصل العدو الإسرائيلي إفراغ حقده الدفين على اللبنانيين، إذ استمر أمس بارتكاب جرائمه في مناطق الجنوب والبقاع مروراً بالضاحية، موقعاً المزيد من المدنيين بين شهيد وجريح، وممعناً في تدمير الممتلكات.
ورغم المساعي الدولية لاسيما الأميركية والفرنسية حول هدنة لبحث مقترحات حلّ تتم صياغتها بين واشنطن وباريس، إلا أن حكومة العدو تتعامل مع المبادرات بذات الأسلوب المراوغ الذي اتبعته مع المبادرات السابقة بشأن غزة.
مصادر أمنية وصفت التصعيد الاسرائيلي في ظل الحديث عن التوصل لهدنة لمدة عشرين يوماً بأنه يؤشر الى عدم نضوج فكرة الهدنة المقترحة، كما أنه يساعد على تعزيز الشروط الاسرائيلية بانتظار وصول رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقاء كلمته.
ولفتت المصادر الأمنية عبر “الأنباء” الإلكترونية الى الشروط التعجيزية التي يضعها العدو في طريق التوصول إلى الهدنة التي باتت شبه مستحيلة.
في المقابل يتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لقاءاته مع رؤساء الوفود المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة للتشاور معهم من أجل وقف العدوان على لبنان والعمل على تأمين وقف لاطلاق النار في غضون الساعات المقبلة، وهو التقى كلا من رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، ووزير خارجية بريطانيا دافيد لامي، أمير الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، رئيس حكومة اليونان كرياكوس متسوتاكيس، المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي. كما اجتمع مع نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عثمان ديون.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى، وفي حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية، قال إنه ليس من الواضح بعد إمكانية التوصل للهدنة بسبب شح المعلومات التي تدور حولها، آملا من اللقاءات والاجتماعات التي تحصل في نيويورك أن تشكل حالة ضغط تؤدي في نهاية المطاف إلى إيقاف هذه الحرب الغلواء، معتبراً وقف الحرب ووقف القتل والتدمير مسؤولية دولية ومسؤولية أمنية، وناشد كل الدول التي تؤمن بالديمقراطية الدولية ممارسة المزيد من الضغط لإيقاف هذه الحرب العنيفة، فالتسخين الإسرائيلي أدى إلى المزيد من الشهداء فضلاً عن الدمار الشامل نتيجة الغارات المتواصلة التي يقوم بها طيران العدو.
ولفت موسى الى حالة الارتباك التي تعيشها اسرائيل، اذ بالرغم من تفوقها النسبي بالطيران الحربي لم تحقق اي هدف من أهدافها لا في غزة ولا في جنوب لبنان.
بدوره أشار النائب السابق علي درويش إلى أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أجرى مروحة واسعة من الاتصالات على أعلى المستويات في الساعات الأربعة والعشرين الماضية شملت معظم الرؤساء المعنيين،وطالبهم بتحمل مسؤوليتهم حيال ما يحدث من مجازر يرتكبها العدو الاسرائيلي.
درويش أشار لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن ميقاتي قدم للرؤساء الذين التقاهم شرحا تفصيليا حول رأيه بموضوع صدور قرار دولي لوقف الحرب أكان في لبنان أم في غزة، متمنياً أن يتم التوصل لقرار يوقف الأعمال الإرهابية التي تقترفها اسرائيل، ووقف كل الأعمال الحربية، مقدّراً ان الأمور ليست سهلة مع عدو يمارس كل ما يريد فعله لضرب المدنيين الأبرياء وتهديم منازلهم والقضاء على ممتلكاتهم.
وأوضح درويش أن الرئيس ميقاتي على تنسيق مستمر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ولديهما طرح متكامل للتباحث به مع كافة المعنيين بالحل، وخاصة مع الرئيسين الاميركي والفرنسي، وقد أصبح لديهما صورة واضحة بشأن الاتفاق على قرار لوقف النار، مستبعداً في المقابل ان يوافق عليه نتنياهو لأسباب عدة.
إغاثيا، تنشط عمليات إيواء النازحين في معظم المناطق حيث تتشارك الهيئات الرسمية والحزبية والأهلية والجمعيات في تقديم الإعانات للنازحين. وفي الجبل ومنطقتي حاصبيا وراشيا واصلت خلايا الأزمة توزيع النازحين على مراكز الإيواء وتأمين حاجياتهم كافة. فيما بدأ أطباء من جمعية الخريجين التقدميين جولات على المراكز لمعاينة المرضى.
وإذا كان مشهد التضامن الوطني هو أقل الواجب بين أبناء الوطن الواحد، فإن الأهم ان يتم التوصل الى تفاهم سياسي داخلي يحفظ وحدة الوطن ويحمي ما يمكن حمايته بوجه العدوان الإسرائيلي الغاشم.