بيروت – أحمد منصور
بدأت إسرائيل اعتماد خطة نارية جديدة في جنوب لبنان، في محاولة للحد من قدرات المقاومة الصاروخية، التي لاتزال تمطر الشمال الإسرائيلي بالصواريخ.
ويستخدم الجيش الإسرائيلي أحدث التقنيات الحربية في الجو من خلال مسيرات التصوير والتجسس، فضلا عن استعمال آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ المتطورة والضخمة.
وقد باشرت إسرائيل تنفيذ خطتها الجديدة، ورسم معالمها من خلال «زنار النار» الذي تفرضه الطائرات الحربية، والتي ترجمتها على الأرض على مدى ثلاثة أيام، بهجوم واسع النطاق يترافق مع سلسلة من الغارات دفعة واحدة، كما حصل يومي الجمعة والسبت، وصولا إلى صباح أمس الأحد.
ونفذت الطائرات الحربية أكثر من 100 غارة خلال 40 دقيقة، وأكثر من 60 غارة يوم أمس، وطالت الأودية والتلال في مختلف أقضية الجنوب من صور إلى بنت جبيل ومرجعيون وجزين وصيدا والنبطية، وصولا إلى البقاع الغربي. واستهدفت أكثر من 50 بلدة جنوبية، إضافة إلى مجرى نهر الليطاني، في مشهد لم تعرفه المنطقة من قبل.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية وتصريحات قادة الجيش الإسرائيلي، جاءت الغارات كرد استباقي ضد ««حزب الله»، على خلفية رده على عملية اغتيال قادة الحزب في الغارة الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية، والتي تمكنت خلالها اسرائيل من اغتيال قائد «وحدة الرضوان» ابراهيم عقيل مع 14 من معاونيه.
إسرائيل التي تفاخر بقوتها النارية، قد تكون نجحت في توجيه ضربة موجعة لـ«حزب الله» من خلال عملية الاغتيال، التي تعتبرها إنجازا كبيرا في القضاء على الرأس المدبر لمخطط الدخول إلى منطقة الجليل في فلسطين المحتلة (إبراهيم عقيل)، إلا أنها فشلت في القضاء على فكرة الدخول إلى الجليل، والتي زرعت في أذهان وأفكار ونفوس رجال المقاومة والمستوطنين.
وبات واضحا ان إسرائيل التي تسرح وتمرح في أجواء لبنان وتستبيح سيادته، عاجزة في الوقت عينه عن توفير الأمن لمستعمراتها، في وقت يؤكد وزراء الحكومة اللبنانية والنواب، ان إسرائيل لن تستطيع كسر إرادة اللبنانيين في المواجهة والتصدي.
وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يستعد لهجوم واسع من «حزب الله»، قال في بيان له: «تم تدمير 400 منصة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، تابعة لحزب الله وآلاف الفوهات الصاروخية، وان الهجوم جاء بعد رصد تحركات للحزب لإطلاق الصواريخ على إسرائيل».
ورد «الحزب» فجر أمس على الغارات الإسرائيلية بعدة رشقات صاروخية من نوع الكاتيوشا بعيدة المدى، مستهدفا قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات من الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2.
وقد أكدت وسائل اعلام اسرائيلية ان صواريخ حزب الله أصابت قاعدة رمات دايفيد في العفولة، حيث دوت صفارات الانذار في أكثر من 74 مستعمرة إسرائيلية، وبعمق 50 كيلومترا داخل الأراضي الإسرائيلية شمال الحدود مع لبنان.
ونشرت وسائل الاعلام الاسرائيلية صورا لمواقع سقوط الصواريخ من لبنان والحرائق التي أحدثتها. فيما أعلنت المدارس هناك عن إقفال أبوابها بسبب الوضع الأمني. ورد الجيش الإسرائيلي اعتبارا من صباح أمس بسلسلة من الغارات أوقعت عددا من الضحايا في البلدات الجنوبية.
المصدر : الأنباء الكويتية