عقد “حزب الكتلة الوطنية اللبنانية”، أمس، لقاء موسعا للحزبيين والكوادر، أطلق فيه “قطاع الشباب والطلاب”، وأكد خلاله الأمين العام بيار عيسى “العمل لتأليف جبهة لإسقاط المنظومة، والاعتماد على الشباب في مقاومة الاحتلال الداخلي لأحزاب الطوائف الذي يرزح تحته المواطنون اليوم”.
وأتى اللقاء، بحسب بيان الكتلة، “ضمن خطة “الكتلة” التنظيمية الداخلية لعقد سلسلة لقاءات مماثلة قائمة على الربط بين تاريخها الذي يمثله الكتلويون الذين عاصروا العميد ريمون إده، ومستقبلها المرتكز على أولوية دور الشباب في بناء لبنان الجديد”.
وتخللته كلمات لممثل “مجلس الشيوخ” الدكتور شربل كفوري، وأعضاء اللجنة التنفيذية: سلام يموت، فريدريك خير، ناجي أبو خليل، ونائب رئيس “مجلس الحزب” رودي داود، وليا غانم وجواد همداني من قطاع الشباب.
وأدارت الاجتماع مع الكوادر عضو “اللجنة التنفيذية” ميريام الصياح، في حين تولى الإعلامي يزبك وهبي إدارة جلسة إطلاق قطاع الشباب.
عيسى
واعتبر عيسى أن “حل المشكلة في لبنان يكون عبر حكومة مستقلة عن أحزاب الطوائف لأن لا شيء غيرها يعيد الثقة ولا شيء غير الثقة يعيد تنشيط العجلة الاقتصادية”، مذكرا بأن “هناك أحزاب طوائف تتحكم في البلد وتشكل نوعا من الاحتلال الداخلي يجب إسقاطها كمنظومة متكاملة”.
ولفت إلى أنه “يجب أن يدرك المواطنون أن هناك أحزابا ليست لا مع الميليشيا ولا السلاح ولا الفساد ولا التبعية، وأن هناك أحزابا بعيدة كل البعد عنها، وهذه هي الصورة التي تعمل الكتلة على تظهيرها”. وأشار إلى أن “الكتلة كانت في قلب الثورة وشكلت نقطة تلاق للجميع”.
وأكد أن “صوت برنامج “الكتلة الوطنية” عال جدا في ما يتعلق بالسيادة والعلمانية والدولة المدنية والحريات وعلى رأسها الاقتصاد الحر، والعدالة الاجتماعية بمفهومها الصحيح”.
وأضاف أن “هناك كثرا لديهم الرؤية نفسها ونعمل معهم من أجل جبهة لإسقاط المنظومة”.
وفي كلمة أخرى، قال عيسى خلال إطلاق قطاع الشباب والطلاب: “كما يقول جبران خليل جبران “أولادكم ليسوا لكم أولادكم أبناء الحياة”، فلا تحاولوا إجبار الشباب على أن يتبعوكم إنما حاولوا أنتم أن تتبعوهم، إذ أنتم القوس وهم السهم المنطلق نحو الهدف. إن الشباب هم الأمل للبلد والوطن”.
وأضاف: “أخذت عهدا على نفسي أن أتولى مهمة تطوير الحزب الذي كان طيلة تاريخه سابقا لعصره على غرار اقتراحه مشروع قانون الزواج المدني في الخمسينات (عام 1952)، والذي يطالب به الشباب اليوم. مهمتي أن نطور الأنظمة والنظام الداخلي والمنصات الإلكترونية وبشكل خاص قطاع الشباب”.
ولاحظ أن “المواطنين يرزحون اليوم تحت نير احتلال داخلي تنفذه الأحزاب الطوائف في السلطة، ولذلك يجب مقاومة هذا الاحتلال والاعتماد اليوم على الشباب في ذلك”.
كفوري
من جهته، اعتبر كفوري أن “الكتلة هي حزب مختلف عن غيره ويجب أن يبقى كذلك، وأن الحزب راسخ بقاعدته”. وأضاف: “تاريخنا مشرف، ونحن رواد الثورة والمعارضة في لبنان، ولكن لا يزعجنا أن نكون إلى جانب غيرنا لأن هناك قضية وطنية تجمعنا”.
يموت
وقال يموت: “نريد أن نكون مختلفين شكلا ومضمونا عن الأحزاب التقليدية. وقررنا أن نكون حزبا ديموقراطيا على مستوى كل الهيئات الحزبية”. وقدمت شرحا عن “التعديلات التي طالت نظام الحزب بهدف تبسيط تقسيماته وجعلها كلها منتخبة من أسفل الهرم حتى رأسه”.
الصياح
ولفتت الصياح إلى أن “لقاء اليوم هو فقرة من سلسلة لقاءات ستجمع الكتلويين من مختلف المناطق في المستقبل”، داعية المشاركين إلى “العمل سويا في خدمة الوطن الذي لطالما ناضلوا لبنائه في الحزب”.
وأضافت أن “فرصتنا للبقاء في لبنان من دون ذل، وبكرامة، وتحت سقف القانون تتوافر عبر متابعة مسيرة النضال الصعبة ولكن غير المستحيلة”، مشددة على أن “الدافع إلى ذلك هو الأمل بتوفير مستقبل لأولادنا معنا وليس بعيدا عنا”.
وقالت: “يقع علينا تمهيد الطريق وهنا يأتي دور كل واحد منكم لأنكم حجر أساس في هذا البناء، منارة معرفة وتاريخ نضال مشرف”.
خير
بدوره، تحدث خير عن “الأسباب الموجبة للتعديلات التي أدخلت إلى نظام الحزب وبعض نواحيها والتقسيمات الجديدة والانتساب إلى الحزب”. وقال: “الوضع اليوم تغير وكذلك تبدلت طبيعة العمل السياسي بحيث أصبح من الضروري تجسيد مبادئ العميد الراحل ريمون إده الديموقراطية في حزبه، والتجاوب مع مطلبات العصر والاستجابة لتطلعات الأجيال الجديدة التي فقدت ثقتها بالعمل الحزبي.
وأضاف: ألغينا مركز “العميد” وانتقلت صلاحياته إلى “اللجنة التنفيذية” مجتمعة.
أبو خليل
وتطرق عضو “اللجنة التنفيذية” ناجي أبو خليل إلى مسألة التحالفات التي يسعى إليها الحزب وأسبابها، وقال إنه، على الرغم من التأخر في إعلان جبهة سياسية، نحن مقتنعون بأنها ضرورية لمواجهة السلطة الحالية وخصوصاً في هذه المرحلة، مشدداً على أنه لا بد من تكوين جبهة سياسية قادرة على التوجه إلى الشعب اللبناني لاسيما في مجتمعنا المتنوع.
داود
وأوضح داود أن “الديموقراطية هي أساس العمل في “الكتلة الوطنية” وهذا الأمر يطمئن المناصرين عموما و”مجلس الحزب” خصوصا”، لافتا إلى أن “دور هذا المجلس التأكد دائما أن “اللجنة التنفيذية” تؤدي دورها على أكمل وجه، وأن نسائلها ونراقبها ونحن مكملون في اداء هذا الدور بكل شفافية وثبات”.
وأضاف: “هدفنا بناء دولة ديموقراطية سيادية تحفظ الحقوق والواجبات، ولذلك من المهم أن نبدأ بأنفسنا وأملنا الكبير بالكتلة هو أساس أملنا في المستقبل”.
وهبي
وقال وهبي: “صحيح أن “الكتلة الوطنية” هي حزب سياسي لكنها مشروع وطن وليست مشروع حزب فقط”، مبديا إعجابه ببرنامجها وتطلعاتها.
وعرض تاريخ “الكتلة” السيادي منذ العام 1944 مع تحذيرها من إنشاء الكيان الإسرائيلي وهو العامل المستمر لكل الاضطرابات”، ولفت إلى “إنجازاتها التشريعية مع العميد ريمون إده، الذي كان مواكبا لعصره وتطوراته وطبع السياسة اللبنانية برؤيته السباقة الثاقبة ولا سيما في فترة خمسينات القرن الماضي. فكان قانون الإثراء غير المشروع والسرية المصرفية وتكوين احتياط الذهب ومشروع قانون الزواج المدني في أوائل خمسينات القرن الماضي”.
ونوه بـ”التعديلات الديموقراطية التي طالت نظام الحزب فأصبحت كل هيئاته منتخبة. وكذلك دعوته، 8 أشهر قبل انطلاق انتفاضة “17 تشرين” إلى تأليف حكومة إنقاذ مستقلة.
ورأى أن “الكتلة ترتكز اليوم على صلابة من عاصر المؤسسين وتعيد انخراطها في عصرها، عصر الشباب المنتج الواعي المنتفض حامل مشروع وطن جديد، مقاوم للاحتلال الداخلي ولأحزاب الطوائف”. وتوجه إلى الطلاب الذين “هزموا الطائفيين والميليشيويين في انتخابات الجامعات الأخيرة بالقول: “أنتم اليوم الأمل، كونوا على مستوى المسؤولية”.